جبروتك
ساطورٌ أخرق
في كفٍّ تختلس الحيرةَ
في أروقة العيش، وتلهو
أنتَ المستلب، القاهر، مستعذبُ روحي
وأنا المغفور له في أحجية النوحِ
إشعاعُ حياتك لم يبرق
شمسُ سمائك لم تشرق
كمْ كان مهيباً ..
لو تعجزُ عن كسر سواقي ينبوعي
ما دمتَ الأزليَّ، فقل لي:
أنّى ملتحدي منْ بطشك؟!
* * *
رُسمتْ قسمات المحنةْ
في زهمِ النعمةِ والجنّةْ
فأديمُ الأتراحِ مصانٌ
بسفورِ الأفراحِ القاني
البسمة حبلى بالدمعة
زفراتُ الموتِ أعاصيرٌ
لا تهدأ إلاّ بالموتِ
فالموتُ نهايةُ من يفنى
وبدايةُ من يحيا أبداً
* * *
لا تعصفْ بي كالمجنونِ
وتمهّل بفناء كياني
عامِلْني ندّاً صنديداً
لأعبّرَ عن حزم بناني
أعلمُ مثلكَ
أنّك منتصرٌ لا جدوى
لكنّ وفائي لحياتي
يدفعني أتقلّدُ روحي
عانقْني بذراع الدفءِ
واهمس لي أسرار شموخك
هل تتألّم؟!
دعك من الآلامِ، وخذني
أتمرد فيك على الدهرِ
أنتَ المستلبُ، القاهرُ، مستهلكُ عمري
دعني مزهوّاً بلقائك
فلعلّي أبقى منتصراً
في معركتي ضدّ الذاتِ
5/5/2005
دعوة للقاء
دعاني فيضُ رهبتكَ المصونةِ
نحو أرداف التحدّي
شرعتُ ألوذ بالألغازِ
علّي أختفي في طيِّ ألوانكْ
أرتّبُ ثرثراتٍ في زمان الصمتِ
أحشرها، وجهلُ القهرِ يمضي
تلازمني فضاءاتُ التحايلِ
فالخديعةُ رحلةٌ مقهورةٌ في غيهبِ المجدِ
مراسمُ دفنِ أشلاء الحقيقةِ تزدهي
وجلالُ إنساني يهيمُ على محيّاهُ
فدأبُ العاشقين يلاطفون فراشةَ البستانِ
كرمى للحبيبِ
ومؤثرو عيشٍ على الجمراتِ
تلفحهم بقيظِ الحقدِ،
يعتكفون كرمى لابتسامةِ برعمٍ غضِّ
فأقبلْ أيها الموعودُ ...
إنّ شرارة الثوراتِ صيغتْ من ضلوع البؤس
تباهَ بي!!
فإنّي رغمَ إيماني بجدوى الصمتِ
أبحثُ عن معاني البوحِ في دهليزِ أعماقكْ
وأجهشُ بالبكاءِ إذا وجدتُ الدمعَ لؤلؤةً
وأنشدُ ألفَ ترنيمةْ
فإن عثروا على سرّي
سيعترفون أنّ حقيقتي أُسرتْ
من المهدِ ... إلى اللحدِ