ابتكارى
مرحبا بك ايها الزائر الكريم نرجوا ان تكون فى تمام الصحة والعافية ونتمنى تسجيلك معنى فى المنتدى
ابتكارى
مرحبا بك ايها الزائر الكريم نرجوا ان تكون فى تمام الصحة والعافية ونتمنى تسجيلك معنى فى المنتدى
ابتكارى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ابتكار ليل ونهار
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ذكرايات مراهق

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
D.YouSSef
Admin
Admin
D.YouSSef


عدد المساهمات : 207
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/01/2011
العمر : 28

ذكرايات مراهق Empty
مُساهمةموضوع: ذكرايات مراهق   ذكرايات مراهق Emptyالأربعاء أبريل 27, 2011 3:24 pm

ذكريات مراهق

دخلت
متوجها نحو مقعدي الإسمنتي المزلج بالزليج الأبيض بقاعة العلوم الطبيعية،
وعندما هممت بالجلوس لمحت رسومات و خطوطا مكتوبة بألوان بارزة...فلما حدقت
جيدا وجدت أن عبارة ذكريات ميلود التي كنت قد كتبتها في الأسبوع الماضي
كما يفعل جميع الزملاء أينما حلوا وارتحلوا ومنهم من يكتبها حتى في داخل
المراحيض.. مع العلم بأنه لا ذكريات عندي ولا عندهم تستحق أن تذكر سوى أننا
نحن المغربة نجعل من الحبة قبة...

وجدت أن تلك العبارة قد رسم حولها قلب كبير بخط أحمر غليظ، وكتب تحت الكل
بخط وردي غليظ كذلك كلمة أحبك ، ورموز أخرى متناثرة هنا وهناك بألوان
مختلفة، لم أستطع الإحاطة بها فهما ولا استيعابا... في تلك اللحظات، وبينما
كان فمي شاغرا و بصري شاخصا إلى الطاولة مستغربا و مندهشا، لم أشعر إلا
والزملاء قد التفوا من حولي و قرؤوا ما قرأت ثم شرعوا في الضحك علي و
السخرية مني.. لأنهم لم يعهدوني إلا منغلقا و منعزلا و خجولا أكثر من
اللازم، إلى درجة أنني لا أستطيع حتى رفع رأسي لأمعن النظر في وجه فتاة
ما ولو كانت تدرس معي في نفس القسم..لقد أدهشهم هذا الأمر أكثر مما أدهشني
أنا، وعجبوا منه أكثر مما تعجبت منه أنا..فانطلقت سابحا في الخيال أبحث عمن
فعل أو فعلت ذلك ، والثانية في الحقيقة أرغب إلى نفسي.

قاطع أحدهم تفكيري قائلا: رأيت مثل هذه الملونات عند لبنى .

وقال آخر : ولكن عزيزة هي من تجلس هنا .

وقاطعهم ثالث قائلا: بل فاطمة هي من تجلس هنا .

وفيما كان القوم يتقاشحون فيما بينهم ، غرقت ثانية في دوامة من التفكير
والتخمين، فرُحت أستعرض في مخيلتي ما سمعت من الأسماء مقارنا بعضها ببعض
ومفضلا الواحدة عن الأخرى.. إلى أن توقف تفكيري ورسا على عزيزة مرجحا أن
تكون هي من كتبت ذلك، لا بل رغبت في أن تكون هي، ثم إنني لن أنكر بأن طول
قامتها و شعرها يجعلاني بين الفينة و الأخرى أسترق منها بعض النظرات في
غفلة منها طبعا، فيصاحب ذلك تسارع بل تضاعف دقات قلبي واحمرار وجهي كحبة
الطماطم..أما إذا حدث أن كلمتني أو طلبت مني شيئا ما، فإن لساني يخونني
فلا أكاد أفصح أو أكمل كلامي من جراء التلعثم وكل ما قد سلف… انطلقت سابحا
في الخيال أبني القصور بالرمال، تماما كذاك الذي يقتات سوف ...

انتبهت فجأة وقلت في نفسي: ماذا لو كانت هذه مجرد دعابة من أحد الزملاء
الثقيلي المزاح؟

عندها نظرت محدقا في الأعين لعلها تقر أو تفصح عن شيء ما ، لكني لم أقرأ
فيها سوى المزيد من الاندهاش و الاستغراب.. ثم رُحت أفتش في أدواتهم لعلي
أعتر فيها على خيط يقودني إلى صاحب الفعلة، فلم أجد شيئا، ولا عجب، فأغلبهم
يأتي بكامل قلدته خاوي الوفاض إلا من قلم أو نصفه يضعه فوق إحدى أذنيه،
ودفتر مطوي على أربع يكون قد أكل عليه الدهر وشرب، يحشره هو الآخر في إحدى
الجيبين الخلفيتين لسرواله..

وقبل أن تتم سيجارة أستاذنا مُرشد ليدخل القسم، استطاعوا إقناعي بأن هذا
الفعل لن يصدر إلا من إحدى بنات الفوج الآخر (فوج الإناث ) لأن تلك الألوان
مفضلة كثيرا لدى الفتيات، ومن جهة أخرى فأنا حديث العهد بهذه المؤسسة فلا
أحد إذن يعرفني غير زملائي في الفصل..وهكذا اقتنعت بسهولة .

اقتنعت ، بل أرغمت نفسي على أن تقتنع بأن صاحبة الفعلة هي عزيزة . إذ ذاك
أحسست وكأن سهما قد اخترق قلبي - قيل لي فيما بعد إنه سهم الحب والعشق-
فاهتزت مشاعري اهتزازا لم يسبق له مثيل ، وشعرت بقشعريرة باردة تسري في
جسدي ، وتسارعت دقات قلبي ثم أخذت أسناني تصطك بشدة حتى ونحن في فصل صيف
حار.. فكانت هذه هي نقطة البداية، بداية المحنة والتكرفيس.

في نفس الأسبوع، أفقت ذات صباح وقد غزا جسدي كله موجة من حب الشباب أو ما
يسمى عندنا ب زربيون، ففقد وجهي نضارته وصار أشبه ما يكون بطبسيل من
العدس... ولما سألت عن السبب قيل لي إن هذه من بين العلامات الأولى التي
يُبتلى بها العشاق المحبون.. فقلت سبحان الله، ولماذا لم يظهر زربيون على
وجه ألفر يدو عندما أحب غوادالوبي ؟ يا لي من مغفل، لقد نسيت بأنه شتان
ما بين التمثيل والواقع.

زربيون هذا وإن حبسني عن الذهاب إلى المدرسة ورماني أياما في أحد أركان
البيت المظلمة، فإنه لم يستطع ولم يقدر على منعي من الخروج مرتين في اليوم
على الأقل لأرافق عزيزة من أمام الإعدادية مرورا بالشارع الكبير أو عبر
أزقة حي الفلاح الضيقة حتى تقفل في وجهي باب منزلهم بحي أرحبي، فكنت كالكلب
يحرسها أينما ذهبت دون أن تشعر بي أو تعيرني أي اهتمام، وما كان ينبغي
لي أن تراني في مثل تلك الحالة التي كنت أعتبر فيها الجاحظ وأبي العلاء
المعري على بشاعة وجهيهما وسوء خلقتهما أجمل مني بكثير ... لذلك، خوفا من
أن تراني كنت أتخفى في جلباب صوفي سميك ونحن في فصل الصيف يا حسرة... ولن
أستطيع أن أصف مقدار الغيظ والحقد الذي يغمرني كلما رأيت أحدهم يبسل عليها
أو يــنـُــــك عليها سواء في الشارع أو في المدرسة ..فكنت أتمنى في كل
مرة لو أنني أستطيع أن أتحول إلى إحدى الشخصيات الخارقة من الرسوم المتحركة
التي ابتليتُ بمشاهدتها ، حتى يتسنى لي أن أمسكه بقبضة واحدة ف أقُجه ثم
أقطعه إربا إربا تماما كما يفعل كراندايزر بأعدائه في نهاية كل حلقة..حتى
يبرد قلبي ويخمد غضبي.. ولكن ما باليد حيلة، فأنا لا أحب العراك ولا
المضاربات ليس لأنني ذو طبع مسالم فحسب، ولكني أخشى أن تُرسم على وجهي
أشكالا متنوعة من السيكاتريسات فتزوقه و تزركشه إلى جانب بقع زربيون التي
غزته وكحلته تكحيلا... لذلك فإنني أكتفي في كل مرة بأن أسرها في نفسي
وأكمدها في قلبي على وعدي وسعدي...

ومرت الأيام والليالي..ودار لقمان لازالت على حالها، لا هو يصارحها ويبوح
لها بحبه فيرتاح، ولا هي تتسوق له أو تهتم به فتريحه. وقد أعيا زملاءه
وخيب أملهم غير ما مرة إذ كانوا يدفعونه دفعا ليوقف معذبته ويصرح لها بحبه
فينظر ماذا يكون جوابها، فإن قبلت فذلك ما كنا نبغ، وإن أبت فابحث لك عن
غيرها وعلى نبينا السلام، ولكن أنى لي ذلك، فلا شجاعة ولا جرأة لي حتى على
النظر إلى وجهها فبالأحرى أن أواجهها..لا لا أموت ولا هذا.. فلا فائدة إذن
من دفعي إلى ذلك أيها الأصحاب فكأنكم تدفعون اليهودي إلى دخول المسجد وما
هو بداخله .

ما العمل إذن ؟ كرامتي و كبريائي لا تسمحان لي بأن أتنازل إلى هذه الدرجة،
فعلي أن أتدبر طريقة أطوع بها معذبتي وأجعلها تركع أمامي بلا هواها.. ماذا؟
ما أحمقك وما أغباك .. إنها لا تحس بك ولا تهتم حتى لوجودك، فكيف ستغرم بك
وتحبك ؟

قلت: الجواب ما ترون لا ما تسمعون ...

أثناء متابعتي لعزيزة كعادتي دائما، اخترقت بي هذه المرة حي المحرك ،
وعندما مررنا بساحة الحلايقية، استوقفني أحد الدجالين ممن يدعي علم الغيب ،
سحبني إلى جنب الحائط وهو يتمتم بكلام لم أستطع تبينه لغياب عقلي وذهابه
مع عزيزة أولا، وثانيا لكونه لا يفصح ولا يميز حتى بين الحروف لأنه أفرم
عديم الأسنان، وخيل إلي وكأنني دوشت واستحممت ببصاقه الذي يخرج رشاشا مع كل
كلمة يتفوه بها فلم يكد يكمل كلامه حتى قلت في نفسي يا ليته سكت...

فهمت من بين كل ما تفوه به أنه اطلع كما يزعم على الغيب فعلم بمحنتي و
حيرتي ثم حاول إقناعي بأن لديه الحل، قال إن ضربته لا تنوض الغبرة في مثل
هذه الأمور، فبإمكانه إذن أن يجعل عزيزة تأتي إلي ذليلة طائعة، فهل تطمع في
أكثر من هذا ؟ قلت هذا منتهى آمالي ومطامحي.. قال فهات خمس دراهم لتجزيني
أجر ما سأعطيك، فكمدتها له في الحال ولم أكن من العاكزين ، فأمدني بورقة
مخطوطة بالزعفران تضم سبعة جداول و خواتم وطلاسم ..ثم انصرفت منشرحا وفرحا
بعد أن لقنني طريقة استخدامها من الألف إلى الياء...وطبعا اضطررت لأن أدوش
ببصاقه مرة ثانية على وعدي وسعدي...

كنت مواظبا على حضور حلقة هذا الدجال يوميا، لذلك حفظت طريقته، فقد كان
يكرر نفس الأسطوانة دائما، فسهل علي أن أكتشف كذبه و خداعه للناس...ولكنه
مع ذلك استطاع أن يأكل أمخاخ و أدمغة البسطاء و الأميين أمثالي. أذكر أن
أكثر رواده و زبنائه كانوا من العشاق الذين يرغبون في اختصار الطرق أو
الوصول إلى أهدافهم بأية وسيلة، مثلي تماما .. فكان يُقعد المتطوع منهم وسط
الحلقة ويمده بساعة إليكترونية يكون قد استعارها من أحد المشاهدين ثم
يأمره بجعلها بين أصابع إحدى يديه ويلزمها عينيه محدقا فيها بينما يقوم
الدجال بالتعزيم والتبر كيم حتى يظهر للزبون وجه محبوبته على شاشة الساعة
.. تؤدى هذه الخدمة مقابل درهمين فقط، أما من يريد التعمق أكثر فإن عليه أن
يدفع خمس دراهم ... ويشترط على زبنائه ويلح عليهم في استحضار النية، لأن
النية ضرورية لنجاح أي عمل.

قبل أن أقوم بتطبيق التعليمات التي علمنيها الدجال، شعرت بتأنيب الضمير
لأنني صدقته، ولكن عزمي على تحقيق ما أريده وأرغب فيه غالب على ما يجب أن
يكون، لأن القلب يسيطر على العقل في مثل هذه الحالات.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ebtkary.yoo7.com
ramoamine
فريق المشرفين
فريق المشرفين



عدد المساهمات : 5
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 20/05/2011

ذكرايات مراهق Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكرايات مراهق   ذكرايات مراهق Emptyالجمعة مايو 20, 2011 1:26 pm

يسلمو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نورس العراق
مشرف
مشرف



عدد المساهمات : 31
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 21/05/2011

ذكرايات مراهق Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكرايات مراهق   ذكرايات مراهق Emptyالسبت مايو 21, 2011 5:42 pm

ذكريات رائعه
الله يرحم المراهقه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ذكرايات مراهق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ابتكارى :: عالم حواء :: قسم المراهقين-
انتقل الى: